لم تغب فلسطين عن ذاكرته يوما فكيف تغيب وهي من شكلت اهم مراحل طفولته فكان للسنتين والتي عاشها في فلسطين ( بيسان ) حيث كان والده يعمل هناك أثر عميق في حياته.
نشأ في عجلون وأكمل دراسته الثانوية في مدارسها ، فكانت شخصيته قوية, شامخا كجبال تلك المدينة التي شكلت تضاريسها حياة الشاعر واثرت جليا بشعره.
بدأ ادوارد عويس كتابة الشعر منذ نعومة اضافره وضل يكبر معه حبه للشعر ولم ينشغل عنه يوما رغم اعباء العمل حيث عمل مدرساً في وزارة التربية والتعليم لثلاثين عاماً .
فكان صاحب مدرسة في الفكر الفلسفي تشكّل اضافة نوعية للفكر الانساني على مر التاريخ وصاحب اكتشاف غيرمسبوق في أوزان الشعر العربي انها نظرية العروض اللوني وصاحب نظريات فنية تقنية في علوم اللغة العربية والخط العربي.
فأبدع لنا ادوارد عويس قصائد وأناشيد تدّرس في كتب المناهج المدرسية ، وترجمت بعض أشعاره الى لغات العالم تتغنى بمجد الاردن وجماله وبقضايا الامة وهمومها بل وتطلعاتها وعمل على ذلك من بكل الطرق والوسائل ومن ابرزها عضويته برابطة الكتاب الأردنيين و الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب .
كان لهدية ابنته اثرا كبيرا على نفسه والتي اهدته ديوان سوار الاغنيات التي عملت على تجميع بعض من قصائده في هذا الكتاب ، استلمها بعد عودته من فترة علاجه في لندن في نيسان 2007م فقد كان شاعرنا مهتما بأسرته التي كانت تشغل حيزا كبيرا من حياته وكان هذا الاهتمام جليا عندما خصّ بناته الاربعة بدواوين شعرية تحمل أسماءهن ، وخصّ ابنه بملحمة شعرية ، وجاء اهداء دواوينه الى زوجته نهيل التي كانت مصدر الهام بدا ظاهراً في شعره .
صدر للشاعر:
_ ديوان ريادة \تشرين الاول 1977.
_ ديوان رواء المساء \ حزيران 1985.
_ ديوان سوار الأغنيات \نيسان2007 م.
وللشاعر ارث لم ينشر بعد نذكر منه المخطوطات التالية:
_ ديوان أجراس قبل الرحيل.
_ديوان ليالي القمر.
_ديوان اغنيات الى يارا.
_ديوان في الشعر الشعبي.
_مسرحيات شعرية غنائية.
_مخطوطات في الفلسفة وعلوم اللغة...
عاش ادوارد عويس صوفية ابداعية تلتها ظروف حياة متشابكة حيث داهمه المرض قبل عامين ليرحل عنا في تموز 2008م
ليفترش تراب عجلون .. ويلتحف سماءها.. على مدخل تلك المدينة التاريخية...
وفي ذكرى رحيل شاعرنا الكبير نضم صوتنا لتلك الاصوات المسؤولة في المطالبة أن تتبنى الجامعات الأردنية بل والعربية توجيه طلاب الدراسات العليا لكتابة أطروحتين للماجستير والدكتوراة حول إبداع الشاعر ادوارد عويس بدلا من البكاء عليه.
رحمك الله يا شاعرنا وادخلك جناته وحقق امنيتك وامنيتنا بنهوض الامة العربية لتعود لمكانتها الطبيعية في المقدمة وتقود الامم .
*** وفيما يلي قصيدة من اهم وابرز قصائد الشاعر الراحل ادوارد عويس بعنوان يا أمة العرب يقول فيها:
يا أمَّةَ العَرَبْ
يا أعجبَ العجبْ
في غَمْرَةِ البلوى وفي عواصفِ النُّوَبْ
في خيبةِ المسْعى وفي غياهبِ التَّعَبْ
أُهْدي خطاباتِ الأَسى
إليكِ يا فاتنتي
وأَشْرَحُ السببْ
* * *
للّهِ ما ذَهَبْ
والفِعْلُ مُرْتَقَبْ
والمالُ ظلٌّ زائلُ
والعمرُ طيفٌ راحلُ
والمجْدُ مُحْتَسَبْ
يا أمّةَ العربْ
يا أعجبَ العجبْ.
الخميس، 5 مارس 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق