وثائق اميركية: هكذا حاولت "منظمة ايلول الاسود" اغتيال غولدا مئير
الثلاثاء فبراير 3 / 2009
تل ابيب – كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء نقلا عن وكالة "الأسوشييتد بريس ان وكالة الامن القومي الاميركية هي التي اكتشفت مؤامرة تفجيرات في مدينة نيويورك عام 1973.
وربطت بين الخطة واحد النشطاء الفلسطينيين الذي كان على وشك اطلاق سراحه من السجن حسب مستندات ولقاءات حكومية.
وتقول الصحيفة ان المدعو خالد الجواري الذي وصفته بانه أسمر البشرة هو عضو في "منظمة ايلول الاسود" الفلسطينية، وضع سيارتين مفخختين على امتداد الجادة الخامسة بنيويورك واخرى قرب مطار كينيدي.
وتضيف ان المقصود من الهجوم كان ان يتزامن مع وصول رئيسة وزراء اسرائيل انئذ غولدا مئير الى المدينة. وبعد ان فشل التفجير، غادر الجواري البلاد سريعا قبل ان يعتقل بعد حوالي 20 عاما تقريبا. وحظيت القضية باهتمام متزايد بعد ان كشفت التحقيقات التي اجرتها وكالة "ألاسوشييتد بريس" عن تفاصيل جديدة تتعلق بماضي الجواري الغامض.وكان من المقرر اطلاق سراحه في 19 شباط (فبراير) بعد ان قضى حوالي نصف مدة المحكومية الـ30 سنة في السجن. وبعد ان قام الجواري بزرع عبوتيين مفخختين في 4 آذار (مارس) تمكنت وكالة الامن القومي الاميركية من الكشف عن مكان وجود السيارات في مرآب قريب جدا من مطار "jfk".
وقال جيم ويلش الذي كان يعمل محللا لدى وكالة الامن القومي من 1969 الى 1974 "صدمنا بمفاجأة عندما عثرنا على احداها".وتبين من سجلات وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية الى ان كلا من مكتب التحقيقات الفيدرالي ودائرة الشرطة بمدينة نيويوروك بدأ البحث عن قنابل الجواري الساعة 7:15 صباح يوم 6 آذار (مارس) 1973، في وقت لم يبعد كثيرا عن موعد اعتراض وكالة الامن القومي الاميركية لرسالة تتعلق بالمؤامرة.وقد تم سحب السيارتين المدمرتين نتيجة تفجير القنابل في الجادة الخامسة في 5 آذار (مارس)، وعثر عليهما في وقت لاحق في ساحة الاحتجاز. اما القنبلة الثالثة في محطة الشحن الخاصة بشركة طيران "العال" الاسرائيلية في منطقة مطار كينيدي فقد اكتشفت في وقت مبكر من يوم 7 آذار ( مارس) وقام بتعطيلها تيرانس ماكتيغ من فرقة المتفجرات بدائرة شرطة نيويورك.
وقال ماكتيغ ان مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يبلغه قط كيف تمكنوا من التعرف على وجود السيارة في مطار كينيدي، لكنه افترض انهم حصلوا على معلومات عبر الرسالة التي جرى اعتراضها بشكل او بآخر.اما وكالة الامن القومي الاميركية التي تتسم بالسرية القصوى فقد رفضت التعليق.
وقال ويلش إن شخصا ما بعث برسالة مستخدما وسائل الاتصال الدبلوماسية العراقية الرسمية في الولايات المتحدة. واعرب عن اعتقاده انها خرجت من مكتب البعثة العراقية لدى الامم المتحدة في نيويورك.وقال ويلش ان الرسالة حملت معلومات عن ان القنابل قد زرعت واورد مكان وجودها. واضاف ان الرسالة المشفرة ارسلت الى وزارة الخارجية العراقية في بغداد ليتم نقلها الى مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.وليس مؤكدا مدى تورط العراق في المؤامرة، لكن منظمة التحرير الفلسطينية اعتمدت باستمرار على حكومات صديقة لتسهيل عمليات الاتصال خلال تلك الفترة، كما قال المؤرخ الاستخباراتي المتخصص بوكالة الامن القومي ماثيو إيد.
وعرف عن الجواري انه يستخدم جوازات سفر متعددة، بما فيها جواز سفر عراقي. ومن اسمائه الحركية ابو الوليد العراقي. وقد ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض عليه في اوائل العام 1991 بعد ان غادر بغداد لحضور جنازة احد رفاقه في تونس.وتقول مستندات وزارة الخارجية الاميركية بعد نشرها للعامة ان العراق دعمت "ايلول الآسود"، ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الاميركية ان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات كان يسيطر على مسيرة تلك الاحداث.ويعتبر كشف وكالة الامن القومي الاميركية للمؤامرة احد االنقاط البراقة المبكرة في تاريخ مكافحة الارهاب.وقال مؤرخ الوكالة المتقاعد روبرت هانيوك الذي كتب دراسة داخلية احتوت على اشارة الى "جهود وكالة الامن القومي، وكالة الاستخبارات المركزية، مكتب التحقيقات الفيدرالي المشتركة" ان "هذه القصة كانت متداولة كثيرا في اروقة وكالة الامن القومي".واضاف انها "كانت من دون ريب مثالا مبكرا للتعاون بين الوكالات".سمح بنشر المقال في العام 2007.
وقد ادعت وكالة الامن القومي انها "احبطت" المؤامرة حسب ما جاء في دراسة هانيوك. الا انه لم يتضح حتى هذا اليوم سبب عدم انفجار القنابل.ويقول ويلش الذي يمارس الاعمال التجارية حاليا في ولاية اوريغون الاميركية، ان نجاح هذه العملية كان مهما بشكل محدد خاصة وانه جاء بعد اقل من اسبوع من فشل الاستخبارات في الهجوم على السفارة السعودية بالخرطوم.وقد قامت بهذا الهجوم ايضا مجموعة "ايلول الاسود" وخلفت مقتل ثلاثة دبلوماسيين، بينهم السفير الاميركي في السودان ونائب رئيس البعثة الدبلوماسية الاميركية المنتهية ولايته في السودان.وقال ويليش ان وكالة الامن القومي اعترضت مكالمة قبل الهجوم وحذرت وزارة الخارجية الاميركية. لكن التحذير لم يصل الى الدبلوماسيين الاميركيين في الوقت المناسب.واعرب ويليش عن اعتقاده ان الهجمات في الخرطوم ومحاولة التفجير في نيويورك كان المقصود منهما ان يكونا "لكمة اولى وثانية" للحكومة الاميركية ولاظهار "ايلول الاسود" بانها تستطيع ان تعمل في كل مكان.
الأربعاء، 4 فبراير 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق