نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية خبرا مفاده أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس دعا المجتمع الدولي الى فرض عزلة دولية على أي حكومة ممكنة لحزب الليكود الاسرائيلي، وان عباس يحاول بذلك اقناع المجتمع الدولي بأن مثل هذه الحكومة الاسرائيلية يجب ان تواجه ظروفاً مماثلة لتلك التي تواجهها حماس.
وقال مصدر سياسي في القدس ان قادة فرنسا وبريطانيا وايطاليا وعدوا عباس أنهم لن يسمحوا لأي حكومة اسرائيلية جديدة بعرقلة وتجميد عملية السلام. واوضح المصدر نفسه ان تصريحات نتانياهو حول مواصلة عملية السلام وموضوعة "السلام الاقتصادي" ينظر اليها عباس ومعاونوه باعتبارها "وعود فارغة".
وعلى هذا النحو أعدت السلطة الفلسطينية خطة المقاومة الدبلوماسية لاسرائيل. كبديل لـ"المقاومة العسكرية" التي تعتمدها حماس، والابقاء على حركة فتح باعتبارها القوة الهامة، حتى في غياب عملية السلام.
وكان عباس قد بحث الاسبوع الماضي عند لقائه القادة الأوروبيين ساركوزي وبراون وبيرلسكوني موضوع وصول الأحزاب اليمينية في اسرائيل لسدة الحكم وأعرب لهم عن عميق قلقه بشأن قيام حكومة يمينية برئاسة نتانياهو.
وشدد عباس على أن هذا التطور يعني توجيه ضربة قاضية لعملية السلام.
كما أعرب عن قلقه من أن نتانياهو يسعى إلى توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وخلال جميع لقاءاته مع هؤلاء القادة الاوروبيين شدد عباس على القول "رفضتم التعاون بشكل كامل مع مثل هذه الحكومة لان حماس لا تلبي رغبات اللجنة الرباعية حول وقف الارهاب والاعتراف باسرائيل". وتساءل عباس موجهاً كلامه لزعماء أوروبا "هل ستذهبون لاعتماد موقف مماثل تجاه الحكومة الاسرائيلية التي تعارض اقامة دولة فلسطينية حقيقية وتنأى بنفسها عن مفاوضات القضايا الأساسية للتسوية الدائمة؟ ".
وطالب عباس الزعماء الثلاثة اعتماد شروط اللجنة الرباعية الواضحة تجاه اي حكومة يمينية في اسرائيل ، بما في ذلك الاتفاق على رؤية الدولتين ، وعملية أنابوليس التي تدعمها الامم المتحدة وقرار مجلس الأمن 1850 ، وتجميد البناء في المستوطنات.السعي لفرض عقوبات .
ونوه الزعيم الفلسطيني إلى أن الحكومة الجديدة في اسرائيل في حال لم تلب شروط الرباعية فانه يتوجب عزلها ، وينبغي أن تكون العقوبات المفروضة عليها مماثلة لتلك التي فرضت على حكومة حماس ، أو نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا.
وقد أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ونظيره البريطاني ديفيد ميليباند على "اننا لن نسمح لاسرائيل بتكريس الاحتلال في الضفة الغربية تحت ستار الاقتصاد ولفتات حسن النية ".
** الأحزاب العربية ودورها في تشكيل الحكومة
على صعيد آخر قال رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية للتغيير والمساواة في الكنيست الاسرائيلي محمد بركة لقناة "روسيا اليوم" أن قدوم أية حكومة يمينية متطرفة الى سدة الحكم تعني أن العرب مقبلون على فترة غارقة في العنصرية وستشهد البلاد تشكيل اجهزة امنية لتشديد القمع على الشعب والجماهير العربية ،وهو مايستلزم، بحسب ماقاله بركة ،توحيد الصفوف وفتح افاق التعاون مع قوى ديمقراطية يهودية لمواجهة العنصرية.
وقال بركة أن ليفني ربما بدأت تقتنع بصعوبة تمكنها من تشكيل حكومة في الاوضاع الراهنة ، وهو في صالح نتانياهو الذي يعاني بدوره من أمرين :
اولهما صعوبة ضم الأحزاب اليمينية قاطبة لحكومته نظرا للخلافات بين حزب اسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان من جهة وحزب شاس بزعامة ايلي يشاي وغيره من الأحزاب الدينيةمن جهة اخرى.
وثانيا: انه وفي حال استطاع نتانياهو استقطاب احزاب اليمين فانه سيعاني من أن حكومته ربما لن تكون مقبولة للكثير من الأطراف الدولية.
** ليبيرمان يتكتم على قراره بشأن رئيس الحكومة
قال رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" المتطرف افيغدور ليبرمان انه قد اتخذ قراره بالنسبة للشخصية التي سيوصي رئيس الدولة شمعون بيريز بان تسند اليها مهمة تشكيل الحكومة الجديدة ،رافضا الافصاح عن اسمها. نقلا عن موقع روسيا اليوم.
وفي مقابلة اذاعية اشار ليبرمان الى ان مسألة توزيع الحقائب الوزارية على اعضاء في كتلة اسرائيل بيتنا لم تكن مدار بحث خلال اللقاءات التي عقدها مع رئيس الليكود بنيامين نتانياهو ورئيسة كاديما تسيبي ليفني.
واوضح ان حزبه سينشر لاحقا مطالبه التي تعتبر شرطا لانضمامه الى الحكومة الجديدة بما في ذلك تغيير طريقة الحكم والقبول بالزواج المدني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق